من بين صور الشهداء ورايات المقاومة انطلق مهرجان الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، حاملًا عنوان "عهد الوفاء" ليكون وفاءً لدماء الشهداء الذي ارتقوا حتى اللحظات الأخيرة قبل بدء المهرجان.

في صدر المنصة تتوسط صورتان، إحداهما للصحفية الشهيدة "شيرين أبو عاقلة"، والأخرى للطالب الشاب "ثائر اليازوري، وفي اللوحة الكبرى تنتشر صور الشهداء، شهداء الكلمة، وشهداء المصير، أحمد ياسين والرنتيسي، الشقاقي وياسر عرفات، وفي الظل هناك صدى أبو عبيدة المتحدث باسم المقاومة، والضيف عنوان بوصلة الأحرار.

ضيوف المهرجان كانوا نسخةً عن عنوانه وفحواه، هم ذوو الشهداء والأسرى، منهم أمهات الأسرى والأسيرات، ومنهم زوجات وأمهات الشهداء، أما الحضور فقد تزاحموا في فضاء المكنون باحثين عن موطئ قدم ليشهدوا لحظات المهرجان الانتخابي لهذا العام.

ورغم الأجواء الحماسية إلا أن الحزن والتأثر كان الغالب على مسحة المهرجان، فمن ارتقى شهيدًا من أبناء فلسطين كان كافيًا ليصاب القلب بألم، وما خسرته القضية بغياب صوت صحفيةٍ مثل شيرين كان أصعب من أن يمر، لذا ارتأت الوفاء أن تترك النقد الساخر وتقف على أوجاع الأرض، وقفةً غاضبةً جابت بها ساحات جامعة بيرزيت، وصلاة للغائب على أرواح من مضى في الدرب وسبق.

في فقرات المهرجان عددت الوفاء فعالياتها ونشاطاتها وإنجازاتها للسنوات الماضية، وسط افتخارٍ وتشجيع من الطلبة، ومن ممثلي نوادي الكليات، والنشطاء الشبابيين في الجامعة.

جدد الطلبة المشاركون عهد الوفاء لكتلتهم، ولأسراهم، ولشهدائهم، ولقضيتهم، ليعيدوا التأكيد على أن بوصلة القضية لن تنحرف ولن تميل إلا نحو المقاومة.

تكلل الحفل بكلمةٍ لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشيخ صالح العاروري، تم عرضها مسجلةً بفيديو على الحضور، دعا فيها العاروري إلى الحفاظ على سقف حرية بيرزيت، مؤكدًا أن وجود الاحتلال واستمراره يحتم علينا كفلسطينيين أن نقاوم دائمًا حتى ونحن على مقاعد الدراسة، فمن يقف للتصدي للاحتلال في القدس والمسجد الأقصى هم الشباب، من طلبة الجامعات وغيرهم، معتبرًا أن التفاف الطلبة حول الكتلة الإسلامية ، هو أبرز تعبير عن التفاف شعبنا حول مشروع المقاومة، لا سيما وأن انتماء الكتلة الإسلامية في بيرزيت كان وما يزال للمقاومة منذ اليوم الأول، فهي حاضر المقاومة ومستقبلها.

ووجه العاروري في المهرجان التحية لجامعة بيرزيت بكل مكوناتها، والتي حافظت على السقف الديمقراطي فيها بتكاتف الجميع.